ما أهمية دراسة اقتصاديات السياحة؟
صناعة السياحة هي أحد أهم المداخيل
القوية للأجور علي المستوي العام. فهي تعد مرآة تعكس صورة تقدم الدولة ووجهها
الفعلي لجميع دول العالم.
كل هذا يجعلنا حريصين على تعزيز صناعة السياحة في مصر والتركيز على مجمل
متطلباتها. وبالتالي الاهتمام بالتركيز على اقتصادياتها وانعكاساتها على الاقتصاد
العام لمصر.
لذلك أصبح الحديث عن اقتصاديات السياحة لايمكن أن يكتفي بمقالة واحدة أوحتي
عدد قليل من المقالات، لذلك أصبح من الضروري تقديم اقتصاديات السياحة في سلسلة من
المقالات قابلة للتحديث نبدأها بالمقال الذي نقدمه لحضراتكم اليوم.
قبل الخوض في اقتصاديات السياحة كان لابد من التعرف علي بعض المفاهيم
السياحية واستجلاء تعاريفها من خلال محاولة الإجابة علي السؤال التالي:
ماهي السياحة؟
نظراً للتنامي المتسارع والمطرد لأهمية دور السياحة وتضاعف حجمها وآثارها علي النواحي الاجتماعية
والثقافة والبيئية وكسر حواجز الروتين اليومي للحياه، لذلك سوف نجيب علي هذا
التساؤل من عدة زوايا.
أولاً: هل السياحة
ظاهرة حديثة؟
1.
ارتفاع مستوي
دخول الأفراد.
2.
حصول الأفراد
علي مِيزة الإجازات السنوية المدفوعة الأجر.
3.
تخفيض عدد
ساعات العمل اليومية للأفراد.
4.
وجود الأفراد
في تجمعات نقابية للمطالبة بحقوقهم وحماية مكتسباتهم.
مما أدي إلي وجود قطاعات كبيرة من الأفراد قادرة علي تحقيق فائض من دخولها
تستطيع به إشباع حاجاتها الإنسانية الرفيعة للترفيه والمغامرة والتعرف علي أماكن
وثقافات جديدة.
ثانياً: تعريف السياحة:
إن تعريف السياحة يعد بمثابة حجر الزاوية لبناء الهيكل العام لهذا النشاط
وتحديد قيمه وآثاره علي مناحي النشاطات الأخري لروافد الاقتصاد الكلي وكيف يكون
هذا النشاط بمثابة القاطرة التي تسحب عجلة التنامي الاقتصادي والارتقاء الاجتماعي
للأمام.
نظراً لوجود العديد من المشكلات التي تكتنف تحديد إطار مفهوم السياحة لدي
الأفراد والمجتمعات فأصبح من الصعب بمكان الوصول إلي تعريف واحد محدد للسياحة حتي
عام 1993، حيث قدمت المنظمة العالمية للسياحة (WTO) بياناً يوضح أن تعريف السياحة العالمية يجب
أن يتأسس علي مفهومي الطلب والعرض لكل من
طرفي النشاط السياحي، الزائر(السائح) والمقيم (مقدم الخدمة السياحية).
وعليه فإن تعريف السياحة العالمية وفقاً للمنظمة العالمية للسياحة (WTO) يكون:
من جانب الطلب هو: "مجمل إنفاق الزائرالإستهلاكي من أجل غرض مقصود خلال رحلته وبقائه في مكان مقصود."
أما من جانب العرض فيكون: "مجمل ما تنتجه المنشآت من
السلع والخدمات المرتبطة بالنشاط السياحي".
ثالثاً: تعريف السائح:
1)
أن تكون مسافة السفر الذي يقطعها هذا الإنسان لاتقل عن أربعون كيلومتر وفي بعض البلدان اعتبرت
تلك المسافة الدنيا مئة وستون كيلومتر ليكون هذا الإنسان سائحا.
2)
أن يبيت هذا
الإنسان علي الأقل ليلة واحدة في المكان الذي سافرا ليه.
3)
أن يتم سفر
هذا الإنسان من مكان إقامته المعتاد إلي المكان الأخر بإحدى الطرق المشروعة.
4)
ألا يكون هذا
السفر إلى مكان آخر غير مكان الإقامة المعتاد بسبب العمل أو البحث عن عمل.
وعليه يكون تعريف السائح هو:
"هو هذا الإنسان الذي سافر من مكان إقامته المعتاد لمكان آخر يبعد عن
مكان إقامته مسافة لا تقل عن أربعون كيلومتر بطريقة مشروعة لأي غرض من الأغراض عدا
العمل أو البحث عن عمل مستبقياً في المكان المسافر اليه علي الأقل ليلة واحدة."
الإيراد السياحي وتكلفة الحصول عليه
اقتصاديات السياحة عالمياً
بما أن السياحة تعد أحد أهم الصناعات الأساسية في جميع أنحاء العالم فقد
وصل الأمر الآن لأن يكون القطاع السياحي
العالمي هو القطاع الأسرع نمواً علي الإطلاق
من بين جميع القطاعات الاقتصادية علي مستوي العالم في السنوات العشرين الماضية بما
طرأ عليه من طفرة كبيرة في التوسع والتطور والتحديث الذي أنشأ نوعاً من التشابك
الكبير بين النمو الاقتصادي لبلد ما وتنميتها السياحية.
لذلك نجد أن تنامي الاقتصاد العام بالضرورة يعد داعماً قوياً للتنمية
السياحية وعليه أصبح من الضروري جداً دراسة وتحليل ارتباط النشاط السياحي مع
العوامل الأخري وعلي رأسها الاقتصاد الكلي في التأثيرعلي النمو الاقتصادي وكيف
حققت مساهمات السياحة العالمية باعتبارها نشاطا تجارياً رئيساً في ما يصل إلي
حوالي 10% من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
إن استخدام متغيرات الإيراد السياحي والإنفاق السياحي كمحددات للعائدات
السياحية التي تربطها عِلاقة تصاعدية باقتصاديات الدولة التي قد تساعد في النمو
الاقتصادي وهذا ما يعزز الإنفاق المتزايد علي التطوير السياحي للحصول علي مردود
النمو الاقتصادي بمرور الوقت أكثر مما كان متوقعًا.
يمكنك مشاهدة الفيديو التالي من قناة ( Ahmed Kamel - أحمد كامل Al Fondoq - الفندق)